الطاقم الطبي رفض الرضوخ لمخاوفها.. و"الإرشاد الديني" يطمئنها بعدم الأهلية
زوجة تطالب بإخراج زوجها المدمن من المستشفى خوفا من الطلاق!
الاقتصادية
فهيد الغيثي - من الرياض - 18/07/1429هـ
لم يكن الخوف من موت زوجها جراء إدمانه المخدرات أكبر مخاوف امرأة سعودية طالبت إدارة مجمع الأمل للصحة النفسية بإخراج زوجها، فقد كان خوفها من تطليقه إياها محرضا لفزع الأنثى أكثر من أي شيء آخر!
وتقول الحكاية التي حدثت هذا الأسبوع إن مدمن مخدرات يعالج في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض هدد زوجته بالطلاق والانتحار إذا لم يخرج من المستشفى، ما دفع زوجته إلى طلب مساعدة إدارة العلاقات العامة في المجمع والإخصائيات الاجتماعيات بعد تلقيها تهديد زوجها في محادثة هاتفية، حيث أكد لها أنها "طالق نهائياً" إذا لم تسع في خروجه من المستشفى قبل أن تغرب شمس هذا اليوم، رغم أنه لم يمر على دخوله إلى التنويم بطلب من زوجته سوى يومين فقط، حيث ثبتت حاجته للتنويم للعلاج من أعراض نفسية حادة واستخدام متقطع للمخدرات.
لـ "الاقتصادية" هاتفت حمد مشخص العتيبي مدير إدارة العلاقات العامة في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، الذي أكد أن الزوجة حضرت إلى المستشفى مبدية تخوفها من الطلاق ورغبتها في خروج زوجها رغم حالته النفسية السيئة وتعامله العدواني مع أسرته، مبينا أن الإخصائية الاجتماعية في المجمع عبير القاصر استقبلت الزوجة واستمعت لتفاصيل القصة، وتحدثت مع المريض المنوم الذي جدد تهديده بالانتحار ثم كرر لفظ الطلاق إذا لم تخرجه زوجته من المستشفى.
من جانبها قامت الإخصائية باتخاذ العديد من الإجراءات ومنها إبلاغ الطبيب المختص بما جرى وطلب إفادة عن حالته الصحية ونزولاً عند رغبة زوجة المريض تم إبلاغ زوجها بموافقتها على خروجه والتأكيد على أن الأمر لدى الفريق الطبي وهو من سيقرر خروجه من بقائه، وكذلك إقناعه بأهمية العلاج وتأثير خروجه في حالته الصحية والنفسية.
في حين تم التنسيق مع قسم الإرشاد الديني في المجمع والتحدث مع أحد المشايخ المعروفين وسؤاله عن القضية وهل يقع الطلاق؟ وبعد اطلاعه على تفاصيل حالة المريض الصحية أكد للزوجة أن المريض في غير أهليته ومضطرب نفسيا وغير واع لما يقول ولا يقع الطلاق منه.
من جانبه، أفاد الطبيب المختص بحالة المريض أنه يعاني اضطرابات نفسية حادة وأعراضا انسحابية لمادة المخدرات وحالته الصحية غير مستقرة ويحتاج إلى البقاء في التنويم حتى تستقر الحالة، وتم إبلاغ زوجته بذلك وإبلاغ المريض برأي الفريق الطبي.
الأخصائية عبير القاصر قالت إن المرضى المدمنين يحاولون في أول مراحل العلاج الخروج من المستشفى بأي طريقة، نتيجة للأعراض الانسحابية وتوقف التعاطي، وبعضهم يهدد بالانتحار للضغط على الفريق الطبي إلا أنها المرة الأولى التي تواجههم مثل هذه الضغوط بالطلاق من الزوجة.
يذكر أن مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض استقبل خلال العام الماضي 27848 مريضا منهم 16403 مدمنين استقبلهم قسم الإسعاف والطوارئ في المجمع والذي يعمل على مدار 24 ساعة وبلغ عدد مراجعي العيادات الخارجية 23015 مراجعا. وانضم 5522 مريضا إلى وحدة الرعاية اللاحقة لاستكمال برامجهم العلاجية للتعافي من الإدمان.
ويمر المدمن بعدة مراحل علاجية وتاهيلية في المجمع منها مرحلة التقييم الأولي ومرحلة إزالة السموم والمرحلة الثالثة مرحلة التأهيل التي تبدأ بعد إزالة السموم وتتضمن عدة برامج منها الرعاية اللاحقة.
كما يقدم المجمع برامج توعوية وإرشادية وتدريبية في النواحي النفسية والسلوكية والاجتماعية والدينية وتعلم المهارات المختلفة التي تساعد المريض على كيفية التعامل مع الاشتياق والرغبة في معاودة التعاطي وكيفية التصرف في المواقف التي يكون فيها احتمال العودة للتعاطي كبيرا وتشمل الضغوط النفسية والاجتماعية بالإضافة إلى برامج توعوية ووقائية للمرضى وأفراد المجتمع.
موضوع: الطاقم الطبي رفض الرضوخ لمخاوفها.. و"الإرشاد الديني" يطمئنها بعدم الأهلية 
الإثنين يوليو 21, 2008 9:24 am
