10 أيام تفصله عن ساحة القصاص... ويقضي داخل السجن ساعات عصيبة... ذوو «الحسناني» يسابقون «سيف الموت» بحثاً عن 5 ملايين ريال
جدة - بدر محفوظ - الحياة
لم يعد يفصل بين الشاب بدر سالم الحسناني وبين الموت إلا أيام عشرة، ينتظر مصيره المحتوم، ويقضي آخر ساعاته في زنزانته الانفرادية في سجون مكة، يفكر كيف ستكون النهاية.
لم تشفع الـ 18 ربيعاً للحسناني في الإفلات من الحكم بالعفو عنه وإكمال مشوار حياته، بعد أن رمته أقداره خلف قضبان الحديد، إثر عراك نشب بينه وبين أحد أقرانه قبل عامين، نتج منه وفاة ذلك الشاب متأثراً بجراحه.
كما لم تشفع له توسلات أهله وذويه عند أصحاب الـــدم في إنقاذ رقبته، فقد صدر قرار المحــــكمة أخيراً بأن يســـاق إلى ساحة القصاص لينـــفذ فيه حكم الإعــــدام، وبات الأمر مسألة أيام.
وأكد رئيس لجنة إصلاح ذات البين في منطقة مكة المكرمة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، أن ذوي القتيل طلبوا مقابل التنازل عن الجاني مبلغاً مالياً كبيراً وصل إلى سبعة ملايين ريال.
لافتاً إلى أن تدخل اللجنة لم يثمر إلا عن خفض المبلغ إلى خمسة ملايين فقط، لأنها لا تقر المبالغة في الأرقام المالية، وحرصاً منها على أن يكون مبلغ الدية رقماً معقولاً ومقدوراً عليه.
وأضاف الدكتور الزهراني: «إن أولياء الجاني أبدوا رغبتهم في توفير المبلغ بطريقتهم الخاصة، فيما اشترط أولياء الدم الحصول على المبلغ كاملاً، في سبيل إتمام المصالحة، وإثبات التنازل شرعاً». بدوره، أكد والد الجاني سالم الحسناني أن أسرته لم تستطع حتى الآن أن تفي بكامل المبلغ، وأنها أصبحت تعيش وضعاً مأسوياً صعباً، لقرب انتهاء المهلة المحددة، والتي لم يتبق منها سوى عشرة أيام، موضحاً أنه وجد ابنه في حال يرثى لها حين زاره آخر مرة في السجن، خصوصاً بعد علمه بقرب موعد تنفيذ حكم القصاص.
يشــار إلى أن لجنة إصلاح ذات البين، وبعد تدخلات جــــادة ومباشرة استطاعت إقناع ذوي القتـــيل بالتنازل عن القصاص وقبول الدية، ولكنــــها فوجــــئت في مبالغة أهل القتيل في المــــطالبة بتعـويض مالي ضخم، وصل إلى ســـبعة ملايين ريال، ما دعاها إلى التدخل المباشر، وإقناع ذوي القتيل بخفض المبلغ.