احلى الادب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ارحل معنا في عالم الشعر والادب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الآن حمي الوطيس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sudeer2




المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 30/07/2008

الآن حمي الوطيس Empty
مُساهمةموضوع: الآن حمي الوطيس   الآن حمي الوطيس I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 04, 2008 3:41 pm

..

الآن حمي الوطيس ::

هذا مثل يضرب للأمر إذا اشتد كما قال الأصمعي ، وهو في الأصل يطلق على تنور من حديد، وأول من استعمله مجازا في اشتداد الأمر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو –كما قال أهل اللغة- من أفصح الكلام ، ولا غرابة في صدور ذلك من أفصح العرب صلى الله عليه وسلم .

يقول الطبري – رحمه الله – عند تفسير قول الله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين}: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما كان يوم حنين التقى المسلمون والمشركون، فولى المسلمون يومئذ. قال: فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه أحد إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، آخذا بغرز النبي صلى الله عليه وسلم، لا يألو ما أسرع نحو المشركين. قال: فأتيت حتى أخذت بلجامه وهو على بغلة له شهباء، فقال: "يا عباس ناد أصحاب السمرة!" وكنت رجلا صيتا، فأذنت بصوتي الأعلى: أين أصحاب السمرة؟ فالتفتوا كأنها الإبل إذا حنت إلى أولادها، يقولون: يا لبيك يا لبيك
يا لبيك ! وأقبل المشركون فالتقوا هم والمسلمون، وتنادت الأنصار: يا معشر الأنصار ! ثم قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج، فتنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج ! فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم، فقال: "هذا حين حمي الوطيس". ثم أخذ بيده من الحصباء فرماهم بها، ثم قال: "انهزموا ورب الكعبة ! انهزموا ورب الكعبة!" قال: فو الله ما زال أمرهم مدبرا وحدهم كليلا حتى هزمهم الله. قال: فلكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته.
ومما يستفاد من هذا الحديث النبوي الذي غدا مثلا يضرب فوائد :
1-أن الشجعان ربما تخلفوا وربما ترددوا وربما خافوا لكنهم لا يستمرون في ذلك ولابد من أن تأتي الساعة التي يراجعون أنفسهم فيقبلون أو يسمعون نداء مذكر فيبادرون إليه بكل قوة وحماس حتى عبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الكريم : ( الآن حمي والطيس) .
2-أن تذكير أصحاب المواقف السابقة بمواقفهم تلك وبمكانتهم تفرض عليهم أعباء يلزمهم أن يتحملوا تبعاتها في أوقات الحرج ، ومن هنا نادى أصحاب السمرة وهم أصحاب بيعة الرضوان - وهي المشار إليها في قوله تعالى : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )وهذه الشجرة حددت في رواية مسلم بأنها (سمرة )، والسمرة شجرة من شجر الطلح ، كما نادى الأنصار ، وفي ذلك تذكير ببيعة العقبة كذلك ، وفي كل ذلك إشارة إلى ضرورة الالتزام بالعهود والصبر عند البأساء وفاء لتلك العهود الصادقة .
3-أهمية ذكر الله في جميع الأوقات وخاصة في أوقات الضيق والأخذ بالأسباب الممكنة وأن ذلك كاف في تغيير النتائج لصالح المؤمنين ، ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يفعل ذلك وهو وحده وينصره الله ، لكنه لم يفعله حتى رجعوا إليه وبذلوا جهدهم في القتال عندها أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده من الحصباء فرمى بها المشركين، ثم قال: "انهزموا ورب الكعبة ! انهزموا ورب الكعبة!" قال الراوي : فوالله ما زال أمرهم مدبرا وحدهم كليلا حتى هزمهم الله. قال: فلكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يركض خلفهم على بغلته.
4-إننا يجب أن نستفيد من هذا ضرورة مراجعة نفوسنا لنرجع إلى مناصرة الحق وتدارك ما فات لأي سبب كان ، سواء كان ذلك بسبب الخوف والجبن ، أو بسبب الطمع في الدنيا ، أو لعدم مبالاتنا بما يدور حولنا وكأننا غير معنيين بما يخص بلا دنا وأمتنا ، أولتأثير أحد علينا إلى غير ذلك من الأسباب التي لا يصلح شيء منها عذرا أمام الله تعالى ، إن الفرصة لا زالت قبل 7من نوفمبر متاحة ، فلتعودوا إلى رشدكم ولتقفوا مع أئمتكم وعلمائكم يا أهل القرآن ويا أهل الفقه ويا أهل الشرف والوفاء ، أيها المسلمون جميعا من بلاد شنقيط (موريتانيا) لا عذر لكم أمام الله تعالى إن أنتم خذلتم علماءكم الذين أمركم الله باتباعهم وتقليدهم في الحق إنهم هم أولوا أمركم كما قال مالك رحمه الله ، لقد جربتم معاوية مرتين فهل يعقل أن تجربوه الثالثة ؟ وهو الذي أمن من خونهم الله ، وأخاف من أمر الله بإكرامهم وتبجيلهم ، لقد حارب لغتكم وتعليمكم ، ومساجدكم وعلماءكم وفعل أفعاله التي تعلمونها جميعكم ....
لقد أزف الوقت فلنرفع أصواتنا ونبذل جهودنا في جمع الصفوف والإكثار من فعل الخير ولنحرض المؤمنين على مناصرة الحق ، ونبذل أوقاتنا وأموالنا من أجل ذلك ، إذ إن العبادة الوقتية التي يفوت وقتها بتركها أولى من غيرها من النوافل دون أن نتساهل في الفرائض والرواتب والسنن ، ونلجأ إلى ذكر الله
وعندها – ورب الكعبة – سينتصر الحق ، ويدرك إخواننا أنهم كانوا على غير الحق ،ويومئذ يفرح الجميع بنصر الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآن حمي الوطيس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احلى الادب :: الـنـثـر :: العبر والامثال وقصصها-
انتقل الى: